لغة القالب

مصطلحات في علم القراءات 2 - مقدمة في علم القراءات | الدرس (3)

مقدمة في علم القراءات

(4) الأَحْـرُفُ السَّبْعَـةُ:

هِـيَ سَبْعَـةُ أَوْجُـهٍ يَقَعُ بِهَا التَّغَايُـرُ وَالِاخْتِلَافُ فِي قِـرَاءَةِ الْقُـرْآنِ. 
وَهُوَ مَذْهَبُ الْإِمَامِ/ أَبِي الْفَضْلِ الرَّازِيِّ، وَهـُوَ الرَّاجِحُ. [انْظُرِ "الْوَافِي فِي شَرْحِ الشَّاطِبِيَّةِ" لِلشَّيْخِ/ عَبْدِ الْفَتَّاحِ الْقَاضِي، بِتَصَـرُّفٍ]

وَحَقِيقَةُ هَذَا الِاخْتِلَافِ:

أَنَّهُ اخْتِلَافُ تَنَوُّعٍ وَتَغَايُـرٍ، لَا اخْتِلَافُ تَضَادٍّ وَتَنَاقُضٍ؛ قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ تَيْمِيَةَ فِي الْفَتَاوَى: (( وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُـرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا، لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَـى وَتَضَادَّهُ، بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَــا مُتَّفِقًـا أَوْ مُتَقَارِبًـا، كَمَـا قَـالَ عَبْدُ اللَّهِ بْـنُ مَسْعُــودٍ‏:‏ (إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ‏:‏ أَقْبِـلْ، وَهَلُـمَّ، وَتَعَـالْ‏)، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى أَحَدِهِمَا لَيْسَ هُوَ مَعْنَى الْآخَرِ، لَكِنْ كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ، وَهَذَا اخْتِلَافُ تَنَـوُّعٍ وَتَغَايُـرٍ، لَا اخْتِلَافُ تَضَـادٍّ وَتَنَاقُـضٍ ‏))‏‏.‏اهـ 
[مَجْمُوعُ الْفَتَاوَى" لِابْنِ تَيْمِيَةَ -كِتَابُ مُقَدِّمَةِ التَّفْسِيرِ - فَصْل: إِجْـرَاء الْقُـرْآنِ عَلَـى ظَاهِـرِهِ - (جــ 13 /صـ 210 - 211)، الْمُجَلَّـد (7). طَبْعَةُ دَارِ الْوَفَـاءِ. بِتَصَـرُّفٍ]

* وَهَذِهِ الْأَوْجُهُ السَّبْعَةُ هِيَ:

1- اخْتِلَافُ الْأَسْمَاءِ مِنْ: إِفْرَادٍ، وَتَثْنِيَةٍ، وَجَمْعٍ، وَتَذْكِيرٍ، وَتَأْنِيثٍ.

فَمِثَالُ الْجَمْعِ وَالْإِفْرَادِ: {مَكَانَاتِهِمْ} [شُعْبَـةُ مِنَ الشَّاطِبِيَّـةِ]،
و{مَكَانَتِهِمْ} [الْبَاقُونَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، يس: 67]

وَالتَّثْنِيَـةِ وَالْجَمْـعِ: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [كُلُّ قُرَّاءِ الشَّاطِبِيَّةِ]،
و{فَأَصْلِحُوا بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ} [يَعْقُوبُ مِنَ الدُّرَّةِ، الْحُجُرَات: 10]

وَالتَّذكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ: {يُوقَـدُ} [نَافِعٌ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَحَفْصٌ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ]،
و{تُوقَـدُ} [شُعْبَةُ، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِي، النُّـور:35]

2- اخْتِلَافُ تَصْـرِيفِ الْأَفْعَالِ مِنْ: مَاضٍ ، وَمُضَارِعٍ ، وَأَمْــرٍ.

فَمِثَالُ الْمَاضِي وَالْأَمْرِ: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ} [حَفْص، وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ]،
و{قُل رَّبِّي يَعْلَمُ} [الْبَاقُونَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، الْأَنْبِيَاء:4]

وَالْمُضَارِعُ وَالْمَاضِـي: {فَمَن يَطَّوَّعْ خَيْرًا} [حَمْـزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ]،
و{فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا} [الْبَاقُونَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، سُورَةُ الْبَقَرَةِ:184]

3- اخْتِلَافُ وُجُــوهِ الْإِعْـرَابِ.

مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ الْبِـرَّ } [بِالنَّصْبِ لِحَمْـزَةَ، وَحَفْصٍ]،
و{لَيْسَ الْبِـرُّ } [بِالرَّفْعِ لِلْبَاقِينَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 177]

4- اخْتِلَافٌ بِالنَّقْصِ وَالزِّيَـادَةِ.

مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [بِإِثْبَاتِ أَلِفٍ بَعْدَ الْمِيمِ لِعَاصِمٍ، وِالْكِسَائِيِّ]،
و{مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [بِحَذْفِ الْأَلِفِ لِلْبَاقِينَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، الْفَاتِحَة: 4]

5- اخْتِلَافٌ بِالتَّقْدِيـمِ وَالتَّأْخِيـرِ.

مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُتِلُوا وَقَاتَلُوا} [حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ]،
و{وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} [الْبَاقُونَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، آل عِمْرَانَ: 195]

6- الِاخْتِلَافُ بِالْإِبْدَالِ.

مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {نُنشِـزُهَا}، [بِالـزَّايِ، لِابْنِ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيِّينَ]،
وَ{نُنشِـرُهَا} [بِالـرَّاءِ، لِلْبَاقِينَ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ، سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 259]

 7- اخْـتِـلَافُ اللَّهْجَــاتِ.

كَالْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ، وَالتَّرْقِيقِ وَالتَّفْخِيمِ، وَالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ، وَالتَّحْرِيكِ وَالتَّسْكِينِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {خُطُوَاتِ} [بِضَمِّ الطَّاءِ، لحَفْصٍ]،
وَ{خُطْوَاتِ} [بِتَسْكِينِهَا لِشُعْبَةَ، النُّور: 21]

- {تَذَكَّرُونَ} [بِتَخْفِيفِ الذَّالِ، لِحَفْصٍ]،
وَ {تَذَّكَّرُونَ} [بِتَثْقِيلِهَا لِشُعْبَةَ، النَّحْل: 90]

ــــــــــــــــــــــــــــ

(5) الْقِرَاءَاتُ السَّبْـعُ:

هِيَ الْقِرَاءَاتُ الَّتِـي حَوَتْهَا مَنْظُومَـةُ "حِرْزِ الْأَمَانِي وَوَجْهِ التَّهَانِي"، الْمَعْرُوفَةُ بِالشَّاطِبِيَّةِ، نَظَمَهَا الْإِمَامُ الشَّاطِبِيُّ مُضَمِّنًا فِيهَا كِتَابَ: "التَّيْسِيرِ" لِلدَّانِي، وَزَادَ عَلَيْهِ بَعْضَ الْفَوَائِـدِ، وَهِيَ مَنْظُومَةٌ لَامِيَّةٌ، عَلَى وَزْنِ بَحْـرِ الطَّوِيـلِ. 


* قَالَ فِيهَـا الشَّاطِبِـيُّ: 
وَفِي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتِصَارَهُ
فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللَّهِ مِنْهُ مُؤَمَّلَا

وَأَلْفَافُهَا (زَادَتْ) بِنَشْـرِ فَوَائِدٍ 
فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلَا 

وَسَمَّيْتُهَا (حِرْزَ الْأَمَانِي) تَيَمُّنًا
(وَوَجْهَ التَّهَانِي) فَاهْنِهِ مُتَقَبَّلَا 
[الْأَبْيَاتُ مِنْ (68 : 70)] 


وَقَدْ أَتْمَمَهَا الْإِمَامُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ عَشْـرًا بِكِتَابِهِ: "تَحْبِيرِ التَّيْسِيرِ"، جَمَعَ فِيهِ قِرَاءَاتٍ ثَلَاثٍ، ثُمَّ نَظَمَ هَذَا الْكِتَابَ فِي مَنْظُومَةٍ تُسَمَّي: "الدُّرَّةَ الْمُضِيَّةَ فِي الْقِرَاءَاتِ الثَّلَاثِ الْمُتَمِّمَةِ لِلْعَشْـرِ"، وَقَدْ جَعَلَهَا لَامِيَّةً عَلَى وَزْنِ بَحْـرِ الطَّوِيلِ كَالشَّاطِبِيَّةِ. 
* قَالَ فِيهَـا ابْنُ الْجَزَرِيِّ: 
وَبَعْدُ: فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلَاثَةٍ
تَتِمُّ بِهَا الْعَشْرُ الْقِرَاءَاتُ وَانْقُلَا

كَمَا هُوَ فِي (تَحْبِيرِ تَيْسِيرِ) سَبْعِهَا
فَأَسْأَلُ رَبِّـي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلَا
[الْبَيْتَيْنِ (3 و 4)] 
ــــــــــــــــــــــــــــ

(6) الْقِرَاءَاتُ الْعَشْـرُ الصُّغْـرَى:

هِيَ الْقِرَاءَاتُ الْمُتَوَاتِـرَةُ الَّتِـي حَوَتْهَا مَنْظُومَتَا:"الشَّاطِبِيَّةِ، وَالدُّرَّةِ الْمُضِيَّةِ" الْآنِفَتَا الذِّكْرِ، وَسُمِّيَتْ صُغْـرَى؛ لِأَنَّ عَدَدَ طُرُقِهَا أَقلُّ مِنْ عَـدَدِ طُـرُقِ الْعَشْـرِ الْكُبْرَى؛ إِذْ لِكُلِّ رَاوٍ فِـي الصُّغْـرَى طَرِيقٌ وَاحِـدٌ. 
ــــــــــــــــــــــــــــ

(7) الْقِرَاءَاتُ الْعَشْـرُ الْكُبْرَى:

هِيَ الْقِرَاءَاتُ الْمُتَوَاتِـرَةُ الَّتِـي حَوَتْهَا مَنْظُومَةُ: "طَيِّبَةِ النَّشْـرِ"، الَّتِي أَلَّفَهَا ابْنُ الْجَزَرِيِّ مُضَمِّنًـا فِيهَا كِتَابَهُ: "النَّشْـرَ فِـي الْقَرَاءَاتِ الْعَشْـرِ"، الَّذِي حَوَى طُرُقَ "الشَّاطِبِيَّةِ، وَالتَّيْسِيرِ، وَالـدُّرَّةِ، مَعَ الطُّرُقِ الَّتِـي زَادَهَـا هُـوَ"؛ فَحَوَتْ بِذَلِكَ مَـا يُقَارِبُ أَلْفَ طَرِيقٍ، لِذَلِكَ سُمِّيَتْ كُبْرَى، وَهِيَ مَنْظُومَةٌ مِنَ الشِّعْـرِ الْمُزْدَوَجِ، عَلَى وَزْنِ بَحْـرِ الرَّجَـزِ. 


* قَالَ فِيهَـا ابْنُ الْجَزَرِيِّ: 
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ وَجِيزَةْ 
جَمَعْتُ فِيهَا طُرُقًا عَزِيزَةْ 

وَلَا أَقُولُ إِنَّهَا قَدْ فَضَلَتْ 
(حِرْزَ الْأَمَانِي) بَلْ بِهِ قَدْ كَمُلَتْ

حَوَتْ لِمَا فِيهِ مَعَ (التَّيْسِيرِ) 
وَضِعْفِ ضِعْفِهِ سِوَى التَّحْرِيرِ

ضَمَّنْتُهَا كِتَابَ (نَشْـرِ الْعَشْـرِ)
فَهْـيَ بِهِ طَيِّبَةٌ فِي النَّشْـرِ
[الْأَبْيَاتُ مِنْ (55 : 58)] 

*****
يتبع إن شاء الله تعالى
1/05/2019

من فضلك؛ اترك تعليقًا دعمًا للموقع وشكرًا جزيلاً

عدد المواضيع