لغة القالب

مصطلحات في علم القراءات - مقدمة في علم القراءات | الدرس (2)

مقدمة في علم القراءات

(1) الْقِــرَاءَةُ: 

هِيَ كُلُّ خِلَافٍ نُسِبَ إِلَى إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْقَرَاءَاتِ، كَـ(عَاصِمٍ)، وَ(نَافِـعٍ).

وَهَذِهِ النِّسْبَةُ لَيْسَتْ نِسْبَةَ اخْتِرَاعٍ وَإِيجَادٍ، أَوْ نِسْبَةَ انْفِرَادٍ، وَإِنَّمَا هِيَ نِسْبَةٌ اصْطِلَاحِيَّةٌ، نُسِبَتْ إِلَيْهِ لِكَوْنِهِ مُلَازِمًا لَهَـا إِتْقَانًـا وَرِوَايَةً؛ وَقَدْ نَقَلَ فِي ذَلِكَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ عَنْ شَمْسِ الدِّينِ يبرود الشَّافِعِيّ قَوْلَـهُ: ((مَعْذُورٌ أَبُو شَامَةَ !! حَسِبَ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ كَالْحَدِيثِ مَخْرَجُهَا كَمَخْرَجِهِ، "إِذَا كَانَ مَدَارُهَا عَلَى وَاحِدٍ كَانَتْ أُحَادِيَّةً"، وَخَفِيَ عَلَيْهِ أَنَّهَا إِنَّمَا نُسِبَتْ إِلَى ذَلِكَ الْإِمَامِ اصْطِلَاحًا؛ وَإِلَّا فَكُلُّ أَهْلِ بَلْـدَةٍ كَانُوا يَقْرَءُونَهَا، أَخَذُوهَا أُمَمًا عَنْ أُمَمٍ، وَلَوِ انْفَرَدَ وَاحِدٌ بِقِرَاءَةٍ دُونَ أَهْلِ بَلَدِهِ؛ لَمْ يُوَافِقْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ؛ بَلْ كَانُوا يَجْتَنِبُوهَا، وَيَأْمُرُونَ بِاجْتِنَابِهَا)).  
[انظر"مُنْجِدُ الْمُقْرِئِينَ"لِابْنِ الْجَزَرِيِّ - الْبَاب السَّادِس - الْفَصْل الثَّانِي]
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) الـرِّوَايَــةُ: 


هِيَ كُلُّ خِلَافٍ نُسِبَ إِلَى الرَّاوِي عَنِ الْإِمَامِ الْقَارِئِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ، أَوْ بِوَاسِطَةٍ. 



- فَبِغَيْرِ وَاسِطَةٍ كَقَوْلِكَ: رِوَايَةُ (شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ)، وَرِوَايَةُ (وَرْشٍ عَنْ نَافِـعٍ).



- وَبِوَاسِطَةٍ كَقَوْلِكَ: رِوَايَةُ (الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَصْـرِيِّ)، بِوَاسِطَةِ: "يَحْيَـي الْيَزِيدِيِّ"؛ فَالدُّورِيُّ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَصْـرِيِّ مُبَاشَرَةً، وَلَكِنِ اشْتُهِرَتِ الرِّوَايَـةُ بِاسْمِـهِ هُـوَ. 


- وتنقسم الرِّوَايَـةُ إِلَى: (أُصُـولٍ ، وَفَـرْشٍ): 

فالأُصولُ: 

هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِـي اخْتَلَفَ فِيهَا الْقُـرَّاءُ، وَانْدَرَجَتْ تَحْتَ قَوَاعِـدَ كُلِّـيَّـةٍ. 
كَالْمُدُودِ، وَالْإِدْغَامِ، وَالْإِمَالَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قَوَاعِدَ وَأَبْوَابِ التَّجْوِيـدِ.

وَالْفَـرْشُ:- وَيُسَمَّى بِـ" فَـرْشِ الْحُـرُوفِ"-: 

وَهُوَ الْكَلِمَاتُ الَّتِـي اخْتَلَفَ فِيهَا الْقُـرَّاءُ، وَلَمْ تَنْدَرِجْ تَحْتَ قَوَاعِـدَ كُلِّـيَّـةٍ. 
مِثْلُ: كَلِمَةِ {بُيُوتٍ}، فَإِنَّ الْبَاءَ مَضْمُومَةٌ لِحَفْصٍ. أَمَّا شُعْبَةُ فَقَدْ قَرَأَهَا بِكَسْـرِ الْبَاءِ {بِيُوتٍ}؛ فَالضَّمُّ وَالْكَسْـرُ لَا يَنْدَرِجَـانِ تَحْـتَ قَوَاعَـدَ كُلِّـيَّــةٍ. 


- وَسُمِّيَتِ الْكَلِمَاتُ الْخِلَافِيَّةُ (فَرْشًا)؛ لِانْفِرَاشِهَا وَانْتِشَارِهَـا فِي مَوَاضِعِهَـا مِنْ سُـوَرِ الْقُـرْآنِ. 

أَمَّا مَعْنَى (الْحُرُوفِ)؛ فَهِيَ الْقِرَاءَةُ، يُقَالُ: حَرْفُ عَاصِمٍ، أَيْ: قِرَاءَتُهُ؛ فَالْحَرْفُ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى فَرْشًا عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَيْهِ. 
[الْوَافِـي فِي شَـرْحِ الشَّاطِبِيَّـةِ" لِلْقَاضِـي. بِتَصَـرُّفٍ]

** مَسْأَلَةُ جَرَيَانِ الْحُكْمِ عَلَى جَمِيعِ نَظَائِـرِهِ: 
إِنَّ جَرَيَانَ الْحُكْمِ عَلَى جَمِيعِ نَظَائِرِهِ لَيْسَ ضَابِطًا دَقِيقًا لِلتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفَرْشِ؛ فَقَدْ وُجِدَ فِي الْأُصُولِ مَنْ لَمْ يَجْـرِ عَلَى جَمِيعِ نَظَائِرِهِ، كَكَلِمَةِ {أَعْمَى}، فَإِنَّ شُعْبَةَ يَقْرَأُ الْمِيمَ بِالْإِمَالَةِ فِـي مَوْضِعَيِ الْإِسْـرَاءِ فَقَطْ. أَمَّا بَاقِي الْمَوَاضِعِ فِيَقْرَؤُهَا بِالْفَتْحِ دُونَ إِمَالَـةٍ، وَالْكَلِمَةُ مَعَ ذَلِكَ أُصُولِيَّـةٌ. 

كَذَلِكَ وُجِدَ فِي الْفَرْشِ مَنْ قَدْ جَرَى عَلَى جَمِيعِ نَظَائِـرِهِ، كَكَلِمَةِ {خُطْوَاتِ}، فَإِنَّ شُعْبَةَ سَكَّنَ الطَّاءَ فِي كُلِّ مَوَاضِعِهَا فِي الْقُرْآنِ، وَالْكَلِمَةُ مَعَ ذَلِكَ فَرْشِيَّـةٌ. 

وَعَلَيْهِ؛ فَالتَّفْرِيقُ الدَّقِيقُ بَيْنَهُمَا يَكُونُ بِاعْتِبَارِ انْدِرَاجِ الْكَلِمَةِ ضِمْنَ الْقَوَاعِدِ الْكُلِّيَّةِ مِنْ عَدَمِهِ، أَمَّا التَّفْرِيقُ بِاعْتِبَارِ الْجَرَيَانِ، فَقَالُوهُ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيبِ فِيهِمَا. "وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) الطَّرِيـقُ: 

هُوَ كُلُّ خِلَافٍ نُسِبَ إِلَى الْآخِذِ عَنِ الرَّاوِي وَإِن نَّـزَلَ. كَقَوْلِكَ: رِوَايَةُ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَـى بْنِ آدَمَ. 


مَعْنَى: "وَإِن نَّـزَلَ": أَيْ، وَإِن نَّزَلَ الْآخِذُ فِي الْإِسْنَادِ؛ فَالْآخِذُ عَنْ يَحْيَى ابْنِ آدَمَ - وَهُوَ شُعَيْبُ الصريفيني-، يُسَمَّى طَرِيقًا أَيْضًا، وَهَكَـذَا. 



تَوْضِيحٌ: عَاصِمٌ (قَارِئٌ)، شُعْبَةُ (رَاوٍ)، يَحْيَـى بْنُ آدَمَ (طَرِيقٌ)، شُعَيْبُ الصريفيني (طَرِيقٌ). 
*****
يتبع إن شاء الله تعالى
12/29/2018

من فضلك؛ اترك تعليقًا دعمًا للموقع وشكرًا جزيلاً

عدد المواضيع