لغة القالب
خيركم من تعلم القرآن وعلمه -- أهل القرآن هم أهل الله وخاصته -- القرآن يشفع لأهله يوم القيامة -- إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين

آداب طالب العلم - (1)

آداب طالب العلم - (1)

آداب طالـب العلـم (1)

1- إخلاص النية للَّه تعالى في طلب العلـم، والابتعاد عن الريـاء، والإعجاب بالنفس؛ فإن فاعل ذلـك في النـار؛ قال :

((إنَّ أولَ الناسِ يُقضى عليه يومَ القيامةِ...، ورجلٌ تعلمَ العلمَ وعلمه، وقرأ القرآن، فأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فعرفها، قال: فما عَمِلْتَ فيها ؟ قال: تعلمتُ العلمَ، وعلمتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، قال: كذبتَ، ولكنكَ تعلمتَ العلمَ لِيُقَال: عَالِمٌ، وقرأتَ القرآن لِيُقَال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فسُحبَ على وجهه حتى أُلْقِيَ في النـار ...)). [رواه مسلم]

وهناك بعض الطلبة يقارن نفسه بزملائه، ويقول: أنا أفضل من فلان، أنا أحفظ أكثر منه، أنا أفهم أكثر منه، وما شابه ذلك من تعبيرات الإعجاب بالنفس، وسوء الأدب.

وكان الأَوْلَى بهم: أن يشتغلوا بعيوبهم وسوء خلقهم؛ فيهذبوا نفوسهم، ويتوبوا إلى اللَّه ويُخلصوا النية لـه وحــده.

وعليه أن ينويَ بطلب العلم: رفعَ الجهلِ عن نفسِه، وعن غيرِه، وأن ينويَ اتباعَ الشـريعةِ، وحفظها، والدفاع عنها.
 

2- التواضع وعدم التكبـر على الزمـلاء، وعدم التسلط على الناس؛ فإن ذلـك عيـب ومنقصـة، ولا يليـق بأهــل القـرآن، قال:

((لا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبْرٍ))، وقال: ((الكِبر: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ)). [رواه مسلم]

- بَطَــرُ الحـق: الطغيان والتجبر عند النعمة.
- غَمْط الناس: استحقار النـاس، والتقليل من شأنهم.

بعض الطلبة يقرأُ مسألة من المسائل ويظن أنه أصبح عالِمًا، فيذهب يجادلُ بها الناس، ويجالسُ العلماء، ويتكبر على معلميه، وعلى زملائه؛ فهذه هي الخيبة والحسرة؛ فلا بد من التحلي بالتواضع، والعفة، والحلم، والصبـر، وإياك والتكبر.

وإلا؛ فالإسلام ليـس بحاجة إلى هؤلاء الذين يشوهون صورة أهل القرآن بكبرهم وسوء أدبهم، والقرآن بريء منهم يوم القيامة.


3) ترك مَجَالِـس اللَّهـو وَاللَّغْـو:

قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ}

وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ}

وقال تعالى: {وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا}

- اللغـو: الأقوال والأفعال التافهة.

فيا طالب العلم، لا تدخل مجلسًا يكثر فيه المنكرَ، ويكثر فيه هــدم لأسْتَـارِ الأدب.

واعلم أن هذا مما يشوه صورة طالب العلم خاصة، وأهل العلم عامـة، فإن فعلت ذلك فجِنايتُك على العلم وأهلـه عظيمـة.


4- التحلي بطاعة الله تعالى ظاهـرًا وباطنًا، والحفاظ على الصلـوات الخمس فـي أوقاتهـا، وأن تنفـذ أوامـر اللَّـه تعالـى، وأن تجتنب المعـاصـي:

- قال تعالى: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ}

- وقال العلماء: ((ليس العلم بكثرة المسائـل، وإنَّما العلم الخشية)).

فمن لم يخش اللَّه، ولم يتحل بالطاعة؛ فهو جاهل لم يتعلم بعـد، حتى وإن كان أحفظ الناس لكل العلوم.


5- طاعة المعلـم، وعدم مجادلته، وحفظ مكانتـه:

فأنت تلميذ، وهو معلم، وهو أكثر منك علمًا، ويجب عليك ألَّا تتخطى حدودك معـه في الكلام.
وعليك أن تنفذ ما يطلبه منك دون جدال، وألا تَرُدَّ عليه الكلمة بالكلمة؛ فإنَّ الطالب الذي يرد على معلمه طالبٌ لا خُلُقَ لـه ولا حياء.

وهذا النوع من الطلبة لا يمكن أن يصبح معلمًا ناجحًا أبـدًا، فمن لم يكن جُنديًّا في صغـره؛ لن يكون قائـدًا ناجحًـا في كِبَـرِه.


6- حفـظ المعـروف للمعلـم والاعتـراف بفضلـه حتى الممـات:

إن توقيرَ المعلمِ لا ينتهي أبـدًا؛ بل يمتد بعد الانفصال عن المعلم لأي سبب من الأسباب، كتغير المعلم داخل الفصل، أو انتقالـه إلى بلـدٍ آخَـر، أو وفاته.
إن طالب العلم المؤدب يظل يذكرُ معلمَه بالخير، ويعترفُ له بما قدمه إليه من معروفٍ، وتعليمٍ، وتفهيمٍ، ويدعو لـه بالشفاءِ إن كانَ مريضًا، أو بالرحمةِ إن كانَ مُتوفيًّـا.

أما الطالبُ المتكبرُ الذي ينكرُ فضلَ معلمِهِ عليه؛ فهو مريضٌ فاشلٌ لن يُفلِح أبـدًا، ولن يبارك اللَّهُ له في عِلْمِهِ، ولا عَمَلِهِ، ولا في تلامذته إن أصبح معلمًا في يوم من الأيام، وسينكر تلامذتُهُ فضلَه، كما أنكر هو فضلَ معلمِـهِ.


7) لزوم السكينـة الوقـار:

وذلك أن يكون الطالب مستقيمًا في هيئته، وطريقة كلامه، وأن يكون هادئَ النفس، ولا ينتصـر لنفسـه.
قال تعالى: {وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا}

أي، يَمشون على الأرض بسكينة وتواضع، وإذا خاطبهم الجهلة والسفهـاء بالأذى؛ أجـابوهم بالمعروف من القول، وخاطَبوهم خِطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بِجهله.
فعليك أن تتحلى بهذه الصفات التي هي صفات عباد الرحمن.


8) التـأدب فـي السـؤال:

قال الإمام ابن القيم "رحمه اللَّه": ((للعلم ست مراتب، وذكر منها: حُسن السؤال، وحُسن الإنصات)).
فمن لَم يُحسن السؤال حُرم الإجابة، وكان علماء السَّلَفِ لا يجيبون على سؤال تلميذٍ أساء الأدب فـي سؤالـه.

ومن هذه الآداب:

- أن يسأل كي يتعلم، لا لكي يُجادل.

- عدم مناطحة المعلم بالأدلة والآراء، ومسائل الخلاف بعد سماع إجابة السؤال. "وهذا النوع من الطلبة لا يتعلم أبـدًا".

- ألَّا يقول للمعلم بعد سماعِ الإجابة: "ولكن غيرك قال خلاف قولك"؛ فإنَّ هذا سوء في الأدب.

وعليه؛ فالتزم أدب البحث والمناقشة من حسن السؤال، فالاستماع للجواب، فصحة الفهم لـه.


9) عـدم استصغـار سـن المعلـم:

- جاء في صحيح البخاري: ((... وكان القراء أصحاب مشورة عمـر، كُهُولاً كانوا أو شُبانًا، وكان وقَّافًا عند كتاب اللَّه)).

- وقال أحد العلماء: (( الجاهلُ صغيرٌ وإن كان شيخًا، والعالِم كبيرٌ وإن كان شابًّـا)).


10) التـأدب داخـل مجلس العلـم:

1- ينبغي على طالب العلم أن يدخل مجلس العلم متطهرَ البدنِ والثيابِ، طيب الرائحةِ، مقلمَّ الأظفار؛ لأنه مجلس ذكر واجتماع على عبـادة.

2- أن يستأذن للدخــول، ويُسلم على الحاضرين إذا دخل المجلس، ويخص المعلم بتحية، ويسلم عليـه إذا انصـرف، ولا يقوم من المجلس إلا بإذن.

3- التبكيـر في الحضـور إلى المجلـس قبـل حضـور المعلـم.

4- عدم اللعب وكثرة الحركة في المجلس، وعدم القيام من مكانه، ولا يتكلم إلا بإذن.

5- أن يجلسَ الطالبُ جلسةَ التلميذِ لا جلسةَ المعلمِ.

6- أن ينظر إلى المعلم ويصغى إليه أثناء حديثه، متوجهًا إليه بجميع جسده لا بجنبه، واعيًـا لكلامه حتى لا يحوجه إلى إعادة الكلام مرة أخرى، ولا يمد رجليه في مجلسه.

7- ينبغى على الطالب أن يسأل المعلم عن الآية، أو الحكم التجويدي الذي خفي عليه، ولايسأل زمـلاءه.

8- ولا يجيبُ على الأسئلة نيابةً عن المعلم؛ فإن هذا سوءٌ في الأدب، وإعجاب بالنفس.

9- إذا أراد أن يقرأ على المعلم؛ ينبغي أن يراعي ترتيبه في الحضور؛ فلا يتقدم على زميله بغير إذن أو رضًا منه؛ وإن رأى المعلمُ المصلحة في تقديم أحد عليه في الترتيب؛ أطاع أمـره.

10- وعلى طالب العلم أيضًا أن يحترم حلقات ومجالس العلم الأخرى، وعدم انتقاصها، أو احتقارها، أو احتقار أحد من إخوانه هناك؛ فربَما يكونوا أفضل منه عند اللَّه تعالى، وأعلى درجةً ومقامًا.

وعليه أن يقدم النصيحة لهم بأدب إذا رأى منهم تصـرفًا غير لائق بأهل القرآن، كذلك عليه أن يتقبل نصيحتهم بصدر رَحِبٍ، ولْيتذكرْ دائمًا قول اللَّه تعالى:{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ}
وقول النبي : ((الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: للَّه، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)). [رواه مسلم]


👌 كيفية طلـب العلـم:

طلب العلم يكون بالتلقي من أفواه العلماء، لا بالأخذ من بطون الكتب.

فلا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي، دون أن يكون لك معلم تتقن على يديه المـادة؛ ولهذا قيل: ((من كان شيخُـه كتابُه؛ كان خطؤه أكثر من صوابـه)).

ومن فعل ذلك ضل وأضل غيره؛ لأنه يجـد بحرًا من العلم لا ساحل لـه، وعُمْقًا من الفقه يهلك فيـه غرقًـا.

أخيـرًا: قاعدة أساسية👇

"من لم يطلب العلم من باب الأدب؛ لا يمكن أن يورثـه". 

تم بفضل اللَّه تعالى
👋👋
1/11/2024

من فضلك؛ اترك تعليقًا دعمًا للموقع وشكرًا جزيلاً

عدد المواضيع