لغة القالب
خيركم من تعلم القرآن وعلمه -- أهل القرآن هم أهل الله وخاصته -- القرآن يشفع لأهله يوم القيامة -- إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين

تعريف القرآن والفرق بينه وبين الحديث النبوي والقدسي | المبحث (1)

دروس علوم القرآن

تعريف القرآن والفرق بينه وبين الحديث النبوي والقدسي | المبحث (1)

أولاً: تعريف القرآن:

هو كلام الله تعالى، المنزّل على نبيه محمد "صلّى الله عليه وسلم".
- فبقولنا (كلام الله): يخرج من التعريف: كلام غيره من الإنس، والجن، والملائكة. 
- وبقولنا (المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلم): يخرج ما أُنزل على الأنبياء من قبل نبينا محمد "صلّى الله عليه وسلم"، مثل: التوراة، والإنجيل، وغيرهما.


ثانيًا: تعريف الحديث النبوي:

هو ما أضيف إلى النبي "صلّى الله عليه وسلم" من: قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة.

- فمثال القول:

قوله "صلّى الله عليه وسلم": «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى». 

- ومثال الفعل:

كالذي ثبت من تعليمه "صلّى الله عليه وسلم" لأصحابه كيفية الصلاة، ثم قال "صلّى الله عليه وسلم" لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي».

- ومثال الإقـرار:

كأن يقرّ أمرًا عَلِمَه عن أحد من الصحابة من قول أو فعل، سواء أكان ذلك في حضرته "صلّى الله عليه وسلم"، أم في غيبته ثم بلغه ذلك، ومن أمثلة ذلك: أكل الضّبّ على مائدته "صلّى الله عليه وسلم" (رغم أنه لم يأكل منه)؛ فهذا يعتبر إقرارًا منه بإباحة أكله. 

- ومثال الصفة:

كما رُوي من أنه "صلّى الله عليه وسلم" كان دائم البُشـر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخّاب، ولا فحّاش، ولا عيّاب؛ بل كان "صلّى الله عليه وسلم" كامل الصفات الحميدة كلهـا. 

ثالثًا: تعريف الحديث القدسي:

هو ما يضيفه النبي "صلّى الله عليه وسلم" من الكلام إلى الله تعالى.
(أي أن النبي "صلّى الله عليه وسلم" يرويه على أنه من كلام الله تعالى؛ فالرسول راوٍ لكلام الله تعالى بلفظ من عنده "صلّى الله عليه وسلم")، وإذا رواه أحد؛ يكون قد رواه عن رسول الله "صلّى الله عليه وسلم" مُسْنَدًا إلى الله عز وجل، فيقول مثلا: قال رسول الله "صلّى الله عليه وسلم" فيما يرويه عن ربه عز وجل، أو يقول: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": قال الله تعالى. 

- فمثال الأول: 

عن أبي هريرة "رضي الله عنه"، عن رسول الله "صلّى الله عليه وسلمفيما يرويه عن ربه عز وجل: «يد الله ملأى؛ لا يَغِيضُها نفقة، سحّاء الليل والنهار». 

- (ملأى): كثيرة ووفيرة.
- (لا يغيضها نفقة): أي لا ينقصها إنفاق.
- (سحاء): الدائم العطاء في الليل والنهار.

- ومثال الثاني: 

عن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلّى الله عليه وسلم" قال: يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ؛ ذكرته في ملإٍ خير منهم». 

فالرسول "صلّى الله عليه وسلم" إذا تحدث بالحديث النبوي؛ لم ينسبه إلى الله "عز وجل"، وإذا تحدث بالحديث القدسي؛ نسبه إلى الله "عز وجل". 

- وكلمة القدسي: نسبة إلى التقديس، وهي تدل على التشـريف والتعظيم؛ فالتقديس: هو التنزيه والتعظيم.
- وتقدس: أي تطهر، وقد قال الله تعالى حكاية عن ملائكته: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي نعظمك ونكبرك. "والله أعلم" 
انتهى المبحث الأول
من كتاب: (نفحات من علوم القرآن) 
للشيخ/ محمد أحمد معبد (بتصرف كثير)
1/12/2018

من فضلك؛ اترك تعليقًا دعمًا للموقع وشكرًا جزيلاً

عدد المواضيع